بريطانيا تطلق أول برنامج تطعيم ضد مرض السيلان في العالم
بريطانيا تطلق أول برنامج تطعيم ضد مرض السيلان في العالم
أعلن مسؤولون صحيون في إنجلترا، اليوم الأربعاء، إطلاق أول برنامج تطعيم في العالم ضد مرض السيلان، وذلك في إطار مساعٍ لمواجهة الارتفاع غير المسبوق في أعداد الإصابات بالأمراض المنقولة جنسيًا، وعلى رأسها السيلان الذي أبدت بعض سلالاته مقاومة متزايدة للمضادات الحيوية.
وأكدت وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا" أن هذه الخطوة تشكّل ما وصفته بأنه "لحظة تاريخية للصحة الجنسية"، مشيرة إلى أن القرار يأتي بعد أن سجلت إنجلترا أكثر من 85 ألف إصابة بالسيلان خلال عام 2023، وهو الرقم الأعلى منذ بدء عملية تسجيل الحالات في البلاد عام 1918.
وتثير هذه الأرقام، بحسب الخبراء، مخاوف جدية من توسع انتشار سلالات مقاومة للعلاج، بما يهدد مستقبل السيطرة على المرض ويزيد من أخطاره الصحية على الأفراد والمجتمع، في وقت تتراجع فيه فعالية المضادات الحيوية المعتمدة.
إطلاق اللقاح في أغسطس
وأوضح المسؤولون أن اللقاح سيبدأ توزيعه فعليًا ابتداءً من الأول من أغسطس المقبل، ضمن برنامج تنفّذه خدمات الصحة الجنسية الممولة من السلطات المحلية، وسيتم خلال الأسابيع المقبلة تحديد الفئات المؤهلة للحصول على التطعيم والتواصل معها مباشرة.
ويعتمد اللقاح على نسخة معدّلة من اللقاح المستخدم ضد التهاب السحايا من المجموعة B، والذي أظهرت الدراسات قدرته على خفض معدلات الإصابة بالسيلان بنسبة تصل إلى 40%، وهو ما شجّع هيئة الصحة العامة البريطانية (UKHSA) على تبني الاستراتيجية الجديدة بشكل واسع.
وقال خبراء في الأمراض المعدية إن اعتماد هذا اللقاح يمثل نقلة نوعية في الوقاية من أحد أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا انتشارًا وخطورة، خاصة في ظل تنامي مقاومة السلالات للعلاج.
السيلان.. المرض الصامت
ويُعد السيلان من أقدم وأكثر الأمراض الجنسية انتشارًا، وينتقل عن طريق الاتصال الجنسي غير المحمي، ويمكن أن يُصيب الأعضاء التناسلية والحلق والمستقيم، وفي حال عدم العلاج، قد يؤدي إلى مضاعفات خطِرة مثل العقم أو التهابات الحوض أو مشكلات الخصوبة، كما قد يسهل انتقال فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
وفي السنوات الأخيرة، عبّر مسؤولو الصحة البريطانيون والدوليون عن قلقهم من السلالات "الفائقة" من السيلان التي لا تستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية التقليدية، ما يفرض تحديًا كبيرًا على أنظمة الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم.
وأشارت مصادر في قطاع الصحة إلى أن نجاح البرنامج في إنجلترا قد يمهّد الطريق لتعميمه في باقي أجزاء المملكة المتحدة، وربما دول أخرى، خصوصًا في ظل تزايد الدعوات لتبني استراتيجيات وقائية مبتكرة تحد من انتشار الأمراض الجنسية المقاوِمة للأدوية.
ويعد هذا البرنامج البريطاني أول تطبيق رسمي على مستوى العالم للقاحات مضادة للسيلان، وهو ما يُنظر إليه بوصفه اختراقًا علميًا وصحيًا في مجال الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا.